تقييم ما مضى من حكم غزواني

يعقوب أحمد لمرابط ،رئيس حركة كفانا

نحن في « حركة كفانا » نعتبر أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني فشل إلى حد الآن في بناء نظام سياسي جديد يرضي كافة المواطنين، وخصوصا تلك الطبقات التي عانت طويلا من الغبن والتهميش، كما فشل في فك الارتباط مع نهج العشرية التي كان ركنا من أركانها للأسف الشديد.

ومن هنا نرى أن جميع الحكومات المتعاقبة منذ تنصيب ولد الغزواني إلى حد الساعة، هي حكومات فاشلة وضعيفة الأداء على جميع الاتجاهات لا تتقن عملا ولا تحسن صنعا، ولا تخطيطا، رغم الظروف السياسية، والإمكانيات والصلاحيات التي توفرت لهم .

من زاوية أخرى نعتقد بالمقابل أن لاشيء واضحا لحد الساعة، لكن بالشكل يبدو أن ولد الغزواني قرر اتباع نهج ولد عبد العزيز في الفساد و تدمير البلد سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا وحتى أخلاقيا، الآن جميع من صوتوا له بين « متلازمتين » يعيشون صدمة حقيقية نتيجة للوضع الراهن، مما جعل الجميع في مأزق خطير والبدائل شبه معدومة والفرقاء السياسيين منشغلين بالتحصيل ونهب المال العام وتشغيل أبنائهم وتفخيخ الوزارات والمشاريع والشركات بأقربائهم وأتباعهم.

والواقع المعيشي للموطنين يزداد سوءً يوما بعد يوم نتيجة للأوضاع الاقتصادية السيئة وزيادة المديونية وفشل الخدمات، وانعدام التعليم، والصحة، والزيادات الصاروخية لأسعار المواد الأولية، وغياب الرقابة، إضافة للإنفلات الأمني المخيف، الذي نجم عنه قتل الأبرياء في الشوارع العامة، واغتصاب النساء في بيوتهن، وارتفاع معدل الجريمة وتنازل جميع النخب من سياسيين ومثقفين وعلماء عن الأدوار التي يجب أن يلعبوها تجاه هذا الوضع المخيف وغير المسبوق في تاريخ البلد.

انطلاقا من هذا التشخيص نعتقد في « حركة كفانا » أن جميع الموريتانيين القاصي منهم والداني باتوا يدركون جيدا أن نظام ولد الغزواني « نظام فاشل وغائب » وأنه يقود البلاد إلى « بئر بلا قعر » كما أن مجموعة الجنرالات ومنظومة المفسدين وشيوخ القبائل التي يعتمد عليها في استمراره في السلطة هي نفس المنظومة التي أثبتت فشلها وعجزها مع جميع الأنظمة السابقة، مع العلم أنها مجموعات متخصصة في إرهاب الشعب تتقن جيدا فن إشعال النيران العرقية، والقبلية، والجهوية، بين أبناء الشعب الواحد كما تتقن كذلك فن تفكيك الوحدة الوطنية وتمزيقها وتتخذ من ذلك الآليات المناسبة للضغط وتسكين الشارع.

لكن المشكلة التي لا يدركونها اليوم هي  أن هذه الأساليب الراديكالية لم تعد تجدي نفعا في ظل تطلع الأجيال الجديدة وقدرتها على التعامل معها.

أجدد هنا بشكل أكثر وضوحا، أن الوضع الحالي للبلد غير مريح تماما في ظل عجز النظام عن تنفيذ ما تعهد به أمام المواطنين، كما أنه لا يتحمل المزيد من الضغط، بل يحتاج لعملية مستعجلة لوقف نزيف الفساد والغبن والتهميش، كما يحتاج إلى أكسجين سريع لكي يتنفس الموريتانيون . وهذا يحيلنا إلى ضرورة التحرك بحكمة وحذر كي لا تنزلق البلاد في وحل الحروب الأهلية.

مقالات ذات صلة

ابرز قصص مجبات على فيسبوك