حروف مهاجرة: معارضة غزواني

عبد الله ولد سيديا

سيحفظ التاريخ للوافد الجديد غزواني أنه غير بسرعة دواليب الحياة السياسية في بلاد المليون  عاطل، إنها بركات دعاء الوالدين يقول المتصوفة!!! أحزاب عريقة كالتكتل وتواصل واتحاد قوى التقدم، تذوب أو تكاد في جلباب عسكري مهذب ربما هذا هو السبب.

دخلت هذه الأحزاب العريقة صاحبة التاريخ النضالي الطويل في سبات سياسي عميق، منذ وصول رجل « تعهداتي » إلى السلطة بدا كأن للرجل سطوة روحية غير مفهومة على معارضين أشاوس لا يعجبهم العجب وطالما كانوا مزعجين لأعتى الأنظمة العسكرية السابقة !

لاشك أن العقيد ولد الطائع والجنرال ولد عبد العزيز يضربان الآن الأخماس بالأسداس ويتساءلان عن السر الذي مكن غزواني من ترويض هذه المعارضة المشاكسة وفي وقت قياسي. هل هو الحظ لعب لعبته مع رجل كتوم أم هي الكاريزما والكياسة؟

كل ذلك ربما لا يهم المهم أن ما كان مستحيلا حدث بالفعل وأن قادة المعارضة التقليدية يضعون أيديهم الآن في يد جنرال يقدم الكثير من التعهدات على بياض!!

مع أنه عسكري استبدل بوطه الخشن بربطة عنق أنيقة تماما كسابقيه يبدو الساكن الجديد للقصر الرمادي مختلفا على الأقل في تعاطيه مع المعارضين لأقرانه ومن كان يفترض أن يكونوا معارضين له هو أيضا بأحكام المنطق والسياسة، لكن تتغير كل الخطط بعد اجتماعات المكتب الرئاسي يدخل المعارض متجهما عبوس القسمات ويخرج منفرج الأسارير متغنيا بخصال مضيفه. حدث هذا مع بيرام وجميل وأحمد وغيرهم كثر !!

الطريف أن هذا التغير الفجائي في كينونة المعارض التقليدي عندما يجتمع بالرئيس كان عابرا للإيديولوجية، فسحر غزواني يعمل مع الإسلامي تماما كاليساري والمحافظ والليبرالي وحتى اليميني المتطرف !!!

بعيدا عن الكلام المعسول لم يقدم الرجل للمعارضة أكثر من خطاب أخلاقي يتكون من كلمات إنشائية في الغالب تحمل عناوين عريضة بإصلاح شامل لا يبدو أنه يتحقق على أرض الواقع وإن كان الحكم على حصيلة الرجل في هذه الفترة سابق لأوانه!

يؤكد الذين التقوا غزواني من قادة المعارضة أن في الرجل خصلة تميزه عن أقرانه من جنرالات الورق الذي تعاقبوا على السلطة!!

إنه مستمع جيد ومحاور مهذب يختبئ خلف الصمت وللكلام عنده حساب طبعا بالنسبة للذين تعودوا لغة الشوارع التي كان يتلفظ بها الرئيس السابق فإن هذه ميزة حقيقية .

نعم إنه رئيس يستمع ويهز رأسه ويبتسم لضيوفه ولا يقاطعهم ولا يهددهم ولا يرفع صوته عليهم ..

ببساطة يقول أحد من حاوروا الرجل.

غزواني يستحيل أن يقول مثلا « اطفي » كما فعل رفيق سلاحه ذات مرة!!!

حسنا هذا جيد لقد قطعنا شوطا لا بأس به بين عسكريين من دفعة واحدة لكنهما على الأقل مختلفان شكلا لكن مهلا ماذا عن المضمون!!

هنا تبدو الإجابة عسيرة فعلا فغزواني لا يبتعد كثيرا في سياساته عن أترابه من العسكر هو أيضا جاء من أجل الإنقاذ والخلاص الوطني ومحاربة الفساد والرخاء  والازدهار والنماء، عفوا لن أكمل إنكم تعرفون باقي الأسطوانة التي يتضمنها عادة  البيان رقم 1 والتي لا تتحقق في الغالب.

مقالات ذات صلة

ابرز قصص مجبات على فيسبوك